اكثر من عامين على الحرب تركت البلد الذي يعد من اكثر البلدان فقرا في اسوا احواله حيث يعاني من اسوا تفشي في العالم للكوليرا والتي تقضي على حياة شخص كل ساعة .
شين ستيفنسون من منظمة أوكسفام الدولية في اليمن عبر بقولة "ان المساعدات غاية في الاهمية فى معركة منع انتشار المرض وخروجه عن نطاق السيطرة. فالأرواح عرضة للخطر وكل يوم يمر نفقد مزيد من الأرواح. ومن الضروري أن يحصل الناس على المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها."
لذلك قامت منظمة اجيال بلا قات بالشراكة مع منظمة أوكسفام الدولية بتنفيذ مشروع تحسين الحياة الصحية والبيئية في تعز، وهو مشروع شامل لإنقاذ الأرواح يهدف إلى التصدي لتفشي الكوليرا، وتخفيف سوء الأوضاع الصحية والبيئية الصعبة في تعز. فالحكومة تكافح من اجل تقديم الخدمات العامة التي تسبب غيابها بالكثير من المخاطر على حياة الناس، ونتيجة لذلك تزداد الأمراض المعدية، وتتدهور الأحوال الصحية.
يتألف المشروع من مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى خلق الوعي وتوفير استجابة سريعة للمسائل الأكثر إلحاحا مثل تفشي وباء الكوليرا وتفعيل جهات تقديم الخدمات المحلية وإشراك المجتمعات المحلية وخلق فرص العمل والمساهمة في إدارة النفايات وتوفير حلول بديلة ، وتشجيع ممارسات النظافة الصحية، وزيادة الوعي بالممارسات الصحية الأكثر أهمية.
لقد استفاد من هذا البرنامج أكثر من 4000 مستفيد وتم رفع وعي أكثر من 26 ألف شخص منذ بدايته في مايو 2017 ومن المتوقع أن يساعد هذا البرنامج حوالي 100 الف مستهدف بحلول نهاية ديسمبر 2017
يشمل المشروع ستة إجراءات ذات طابع استراتيجي لتنفيذ نشاطاته:
رفع الوعي
تم تدريب اكثر من 22 متطوع في مديريات صالة والقاهرة والمسراخ والمعافر والصلو والمظفر وشرعب السلام . سيقوم هولاء المتطوعين برفع الوعي لاكثر من 23 الف شخص في المناطق المستهدفة حول اهمية الممارسات الصحية المتعلقة بالوقاية من الامراض مثل الكوليرا وحمى الضنك.
بناء القدرات :
كما أن المؤسسات الحكومية في البلاد اصبحت ضعيفة بل وفي بعض الأحيان لا تعمل على الإطلاق حيث توقفت كافة الانشطة العادية المتعلقة بالنظافة في المحافظة الامر الذي تسبب في بكثير من المشاكل الصحية والبيئية.
وبناء على ذلك، قام البرنامج ببناء قدرات 59 موظفا حكوميا من صندوق النظافة والتحسين في تعز من خلال تدريبهم على أفضل ممارسات السلامة حيث أنهم يفتقرون إلى المعرفة الأساسية بالنظافة وإدارة المخلفات التي من الممكن أن تشكل تهديدا لحياتهم وللبيئة المحيطة أيضا. كما يتعلمون ايضا كيفية إعادة تدوير بعض العناصر التي يمكن أن تعود بالنفع على المجتمع، وكذلك التعامل مع عدم قدرة الحكومة على دفع تكاليف تشغيل عملية النظافة . وقد تم تدريب الموظفين على كيفية تحصيل الرسوم من الأسواق من خلال القسائم الرسمية التي يمكن أن توفر دخل معقول للمديريات لتنفيذ أنشطة النظافة العادية اللازمة للوقاية من الأمراض القاتلة.
النظافة :
تعد الكوليرا من الامراض القابلة للعلاج وعليه قدم البرنامج الدعم ل 3500 شخص من النازحين والفقراء ، حيث قدم المشروع حقيبة النظافة ل 500 أسرة وتحتوي كل حقيبة على مواد صحية أساسية وكافية مثل مسحوق المنظفات و 12 قطعة صابون وملابس داخلية للنساء و نظام شمسي صغير يكفي للإضاءة والشحن. بالإضافة إلى تلقي الوعي بعملية النظافة الأساسية والتدابير الوقائية.
تعزيز الحكم المحلي
كما أطلق البرنامج مجموعات مجتمعية من أجل العمل كمركز تنسيق بين المجتمع من جهة والحكومة أو السلطات المعنية والمنظمات من الجهة الاخرى. ويتكون كل نادي صحي من 25 من القادة المؤثرين الذين يمثلون كل مديرية ويقدمون جلسات توعية جماعية للمجتمعات المحلية وعلى استعداد للاستجابة لاي حالة عاجلة وتلقوا ايضا 72 حزمة مواد تنظيف (تعرف باسم المواد غير الغذائية) للقيام بحملات تنظيف أسبوعية.
الاستجابة السريعة :
ويشتمل البرنامج أيضا على مكون سريع حيث يوفر المعدات الطبية والمساعدات اللازمة على وجه الاستعجال لوحدة معالجة الكوليرا في مستشفى الجمهوري في تعز. كما تقدم النوادي الصحية أي دعم لأي حالة طوارئ.
حلول مستدامة مبتكرة :
تعاني الدولة من اجل توفير الخدمات الاساسية الحيوية لحماية المواطنين من المجاري المفتوحة، ومصادر المياه الملوثة، والقمامة المتراكمة المتعفنة. يقدم المشروع دعما لإدارة النفايات عن طريق إجراء دراسة جدوى والتي من الممكن ان تشرك القطاع الخاص على نحو فعال في تقديم المساعدة والدعم في احتواء أثر النزاع.
وخلص البرنامج إلى أن المهمشين لديهم المهارات اللازمة التي من الممكن أن تكون في متناول اليدين في ظل غياب الخدمات العامة اللازمة للتخلص من النفايات. وسوف يوفر المشروع شاحنات خاصة لتنظيف المجاري الخاصة لسحب كافة الأوساخ في المجاري المفتوحة. حيث سيوفر المشروع شاحنتين لأربعة أشخاص من الفئات المهمشة في مديريتين كخطوة تجريبية وستحصل هذه الشاحنات أيضا على دعم تسويقي من قبل المشروع من أجل مواصلة العمل ودعم المجتمعات المحلية أيضا.
وقال إبراهيم المسلمى، مدير مشروع في منظمة اجيال بلا قات "على الرغم من التحديات الهائلة، إلا أن هذه التدخلات يمكن أن تنقذ الأرواح بالفعل سواء الآن أو في المستقبل"، ونحن لا نهدف إلى توفير الإغاثة وحسب بل نسعى لتقديم تدخلات مستدامة."