القات في اليمن

القات (الاسم العلميCatha edulis) هو أحد النباتات المخدرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن ، تحتوي نبتة القات على مينوامين شبه قلوي يدعى الكاثينون وهو شبيه بأمفيتامين منشط، وهو مسببلانعدام الشهية وحالة النشاط الزائد صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان (أقل من الكحوليات والتبغ) .
 القات ممنوع في أغلب دول العالم ماعدا 
اليمن التي يشتهر تعاطيه فيها بكثرة.
 

الوصف 

القات شجيرة بطيئة النمو يبلغ متوسط طولها ما بين 1.4 - 3.1 أمتار حسب المنطقة ونسبة هطول الأمطار يبلغ طول أوراقه قرابة 5 إلى 10 سنتيمترات وهي مستديمة الخضرة.

التاريخ 

أصل وبداية استخدام النبتة غير معروف، ولكن نظرياً تعيده إلى إثيوبيا  دخل إلى اليمن في القرن السادس عشر للميلاد   نشرت عدد من المجلات العلمية أنه استخدم من المصريين القدماء كوسيلة لإطلاق خيالاتهم الإلهية وتصفية أذهانهم للتأمل   إلا أن عادة مضغه مشهورة في اليمن وكتب عدد من الرحالة بشأنه مثل ريتشارد فرانسيس برتون وكارستن نيبور. ذكر نيبور أن عادة المضغ كانت منتشرة في المناطق الشمالية لليمن عام 1762 أما حكومة عدن البريطانية حينها عام 1844، فقد أصدرت رخص لعدد محدود من التجار يسمح لهم ببيعه، وكانت أسعاره مرتفعة للغاية عادة المضغ مقتصرة على الرجال (غالباً) في اليمن ومرتبطة بعادات اجتماعية  حاولت الإدارة البريطانية تقليل استخدامه عن طريق فرض ضرائب باهظة على مصدريه ومستخدميه، نجحت الخطوة في زيادة ثراء الخزينة الحكومية ولكنها لم تقلل من الاستخدام   لا توجد مصادر عن حالته القانونية في المناطق الشمالية للبلاد حينها، ولكن عدداً من الرحالة كتب عن انتشاره ولم يكن هناك دستور أصلاً إذ كان الإمام هو كل ما تتمحور حوله البلاد  لا توجد دلائل أن السبئيين عرفوا هذه النبتة على الإطلاق ولم يرد عنها ذكر في الكتابات الإسلامية المبكرة.

آثار القات الاقتصادية 

كانت اليمن من أشهر الدول المصدرة للبن ويُعتبر البن اليماني من أجود أنواعه على الإطلاق[8] تأثرت زراعته وقطاع الزراعة في الجمهورية اليمنية بشكل عام بسبب زراعة القات ويستهلك قرابة 40% من مياه الري خاصة وأن محصول البلاد من المياه ضئيل أصلاً [9] وكل حزمة تكلف حوالي 500 لتر من الماء ويقول العلماء أن صنعاء قد تكون أول عاصمة في العالم تجف فيها المياه تماما [10] بالإضافة لآثاره الصحية، فإن القات يشكل خطر اقتصادي قاتل فالقات يؤثر على سير الأعمال في اليمن فرغم البطالة المرتفعة بين الشباب، إلا أن الموظفين منهم لا يقضون سوى بضع ساعات في الصباح لأعمالهم ومن في الساعة الثانية ظهراً تقريبا، تتوقف عجلة العمل في اليمن وينحسر النشاط في صنعاء إلى بدايات المساء وفق تقرير مجلة النيويوركر الأمريكية التي وصفت الرئيس السابق علي عبد الله صالح بـ"المحظوظ" بسبب هذه العادة الاجتماعية[10] كثير من الأراضي الزراعية الصالحة لزراعة الفواكة والخضار أقتطعت لزراعة القات للمدخول الكبير الذي ينتج عن تجارته ومعظمهم من مشايخ القبائل المتنفذين بالذات في المرتفعات الجبلية المسلحة والمقربين من الرئيس السابق علي عبد الله صالح يكادون يعتمدون اعتماد شبه كلي على تجارة هذه النبتة ولم تبذل الحكومة جهداً يذكر لمكافحة استخدامها لإن الضرائب المفروضة أصلاً لاتجد طريقها إلى خزانة الدولة بل إلى هولاء المسؤولين وفق تقرير مؤسسة جيمس تاون الأمريكية [11] بل في "فيلم وثائقي" بطابع دعائي من إنتاج مجموعة إم بي سي تصف فيه صالح بـ"باني اليمن ومغيرها من حال إلى حال"، أخبر علي عبد الله صالح الإعلامية نيكول تنوري أن القات مثل الشاي [12] مدخول تجارة القات يقارب 12 مليون دولار يومياً  كان الاقتصاد اليمني عبر العصور يحقق الاكتفاء الذاتي ولم يستورد اليمنيين طعامهم أبداً، الآن حوالي 80% من الغذاء مستورد.

أدرجت منظمة الصحة العالمية القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت ست سنوات احتواء نبتة القات على مادتي نوربسيدو فيدرين والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامينات. 

في عام 2009، تم استخدام مليار لتر من الديزل لضخ المياه لأغراض زراعية وقدرت الحكومة مقدار ماصرفته لإستنزاف مواردها المائية بنفسها بقرابة 700 مليون دولار [13] ومرد مشكلة المياه في اليمن هو تخزين القات إذ تحتاج هذه الشجيرة مياها أكثر من باقي الأشجار وزيادة الطلب عليها يدفع المزارعين والتجار إلى مضاعفة إنتاجهم [13] يتم استهلاك كمية مياه عالية جدا لدرجة أن مستويات المياه الجوفية في حوض صنعاء آخذة في التناقص بسبب هذا والمسؤولين الحكوميين اقترحوا انتقال أجزاء كبيرة من سكان صنعاء إلى ساحل البحر الأحمر.

في بلدان أخرى خارج المنطقة الأساسية المتمثلة في النمو والاستهلاك يمضغ القات في الحفلات أو المناسبات الاجتماعية. ويستخدم من قبل المزارعين والعمال للحد من التعب الجسدي أو الجوع والسائقين والطلاب لتحسين الاهتمام. في ثقافة سكان النخبة المضادة في كينيافإن القات (المشار إليها محليا باسم فيفي أو ميرا) يستخدم لمواجهة الآثار المترتبة على شرب الخمر على غرار استخدام ورقة الكوكا في أمريكا الجنوبية.

آثاره الصحية 

يحتوي القات على منشطات ذهنية تزيد من حالة النشاط تستمر لساعة ونصف أو ثلاث ساعات. إذ سرعان ما يراود الخمول الجسد ويدفعه للمزيد من تلك النبتة. القات مسؤول عن ارتفاع ضغط الدم واحتشاء عضلة القلب ومضغه لساعات طويلة سبب في نوبات قلبية مفاجئة، وهي سبب رئيسي في انعدام الشهية والأورام الخبيثة في الفم . لا يرتبط القات بمشاكل في قرحة المعدة والمرئ ولكنه عامل مساعد إذا ماترافق مع التدخين.

جهود مكافحته

فشلت كل الاقتراحات بتنظيم القات وتقنينه في شمال اليمن بسبب الفساد وأصحاب الأراضي الزراعية التي يزرع فيها القات من قبل الذين ينتمون لقبائل كبيرة تستفيد من تجارته. حاول رئيس الوزراء محسن العيني في فترة حكم القاضي عبد الرحمن الإرياني بأن يمنع مضغ القات في المؤسسات الحكومية ويمنع زراعته في الأراضي التابعة للدولة، اقتراحه هذا كان أحد أسباب سقوط حكومته .

ظهرت حملات شبابية مؤثرة قادتها الصحفية والناشطة هند الإرياني  عبر وسائل التواصل الإجتماعية  ثم الفعاليات التوعوية والوقفات أمام البرلمان على مدار ثلاثة سنوات، كان أولها حملة "يوم بلا قات"[31] في 12يناير 2012 وهذا اليوم تكرر الاحتفاء به تحت اسم "اليوم الوطني لمكافحة القات"، لاقت هذه الحملة انتشاراً واسعاً وتفاعل معها طلاب الجامعات في صنعاء وقامت مؤسسة شباب بلا قات في تعز بالتوعية عن أضرار القات في خيمة في ساحة التحرير بتعز. تبع هذه الحملة حملة أخرى باسم "منشآت حكومية بلا قات" في 12 أبريل 2012 وبدأت بنفس الطريقة من على صفحة هند الإرياني في موقع تويتر[34]، وتفاعل مع الحملة شخصيات مؤثرة سياسية وإعلامية[35] كان هدف الحملة الضغط على الحكومة اليمنية لإقرار قانون يمنع مضغ القات في المؤسسات الحكومية [36] وتفاعل مع الحملة نشطاء من خمسة مدن يمنية (صنعاء، تعز، عدن، الحديدة، ذمار) [37]، منعت بعض الوزارات والمؤسسات موظفيها من مضغ القات منها وزارة حقوق الإنسان[38]. قام النشطاء بحملات توعوية في المدارس والمنشآت الحكومية وتفاعل مع الحملة وزير التربية والتعليم ووزير الإعلام اللذا أصدرا قراراً بأن يكون يومي 11 و 12 أبريل يومين للتوعية في المدارس والإعلام الحكومي[39]. تبع ذلك وقفات أمام البرلمان اليمني في صنعاء تعد الأولى من نوعها قام بها النشطاء بهدف الضغط لإقرار استراتيجية وطنية تحل مشكلة القات تدريجياً وبالتعويض كتبها البرلماني نجيب غانم والتي تم رفضها سابقاً من قبل أعضاء البرلمان [40] بعد زيارة النشطاء لمجلس النواب تمت إعادة التصويت على مشروع القانون [41] ولكنه قوبل بالرفض من قبل غالبية أعضاء البرلمان بحجة أن القات "ذهب أخضر" حيث يتاجر بنبات القات معظم أعضاء البرلمان اليمني[42] لم يتوقف النشطاء وأتبعوها بوقفة أخرى في نوفمبر 2012 ولكن تم الرفض للمرة الثانية.

في مايو 2013 قامت هند الإرياني بزيارة مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي كان يعد حلولاً سياسية واقتصادية واجتماعية، وكتبت الصفحة الخاصة بالمؤتمر عن هذه الزيارة[43] والتي شارك فيها أعضاء مؤتمر الحوار بوقفة حاملين لوحات عليها جمل توعوية عن أضرار القات، كانت النتيجة التصويت بالإجماع على بند يتحدث عن استراتيجية وطنية تحل مشكلة القات تدريجياً بالتعاون مع خمسة وزارات (الزراعة، المياه، التربية والتعليم، وزارة الشباب، وزارة الإعلام) [44] والذي أصبح بنداً دستورياً في مسودة الدستور اليمني[45] الذي لم يتم التصويت الشعبي عليه بسبب الظروف السياسية واستيلاء الحوثيين على السلطة.

لازال النشطاء يجتمعون ضمن ما يسمى بنادي أصدقاء بلا قات والذي تم افتتاحه [46] في ديسمبر 2013 والذي يهدف لإيجاد بدائل ترفيهية وتثقيفية للشباب بدلاً من جلسات مضغ القات اليومية[47].

يعتبر القات محرماً دينياً بالنسبة لأبناء الطائفة الإسماعيلية والذين يزرعون اللوز والبن وقاموا بحملة لاقتلاع شجرة القات في مديرية مناخة واستبدالها بمحاصيل زراعية أخرى على المدرجات الجبلية كإنتاج البن والفواكه[48].

طرق التعاطي 

يضع المتعاطي أوراق القات في فمه ثم يقوم بمضغها وتخزنيها في أحد شدقيه ويمتصها ببطء عن طريق الشعيرات الدموية في الفم، أو يبتلع المتعاطي عصيرها مع قليل من الماء أو المشروبات الغازية بين الحين والآخر. تستمر العملية هذه لساعات طويلة، حيث يبدأ المضغ "التخزين" في اليمن بعد تناول طعام الغداء الذي يكون غالباً بين الواحدة والثانية ظهراً إلى قبيل غروب الشمس، ثم يعاود بعضهم التعاطي مرة أخرى حتى ساعة متأخرة من الليل.

يصاحب تخزين القات تدخين المداعة أو الشيشة بصورة جماعية في غرف يطلق عليها في اليمن "دواوين" وتكون نوافذها مغلقة لاعتقاد المتعاطين أن الهواء الداخل من النوافذ قد يسبب لهم الصداع وقد يعكر الجو الذي يعيشونه، وفي بعض الدواوين يتكاثر في أجوائها سحب دخان السجائر الكثيفة.


المصدر ويكبيديا

اليمن – تعز (الفرع الرئيسي) – شارع الأجينات.

صنعاء- شارع حدة – مقابل كافية بالم.

إب - شارع تعز - جنب مستشفى الشفاء.

عدن - شارع المعلا

المخا - شارع الدائري

الحوبان - الى جانب مصنع البسكويت

ساعات العمل
  • الأحد - الأربعاء :
    08.00 صباحاً - 03.00 مساءً
  • الخميس :
    08.00 صباحاً - 02.00 مساءً
  • الجمعة - السبت :
    اجازة الأسبوع
اشترك معنا لتصلك اخر اخبارنا
تواصل معنا في السوشال ميديا