يحزم إسماعيل كل صباح حقيبة أدواته ويتوجه للبحث عن اي فرصة لكسب الرزق، فهو يعمل في صيانة مراكب الصيد، ويجني أرباحًا معقولة من عمله، تمكنه من إعالة اسرته وتوفير احتياجاتهم الاساسية.

إسماعيل شاب ثلاثيني يقطن قرية حي الحريق بمديرية ذوباب بمحافظة تعز، أجبرته الحرب المشتعلة منذ خمس سنوات على النزوح هو واسرته إلى باب المندب.

بعد فترة قصيرة من مكوثه في المأوى الجديد بدأ اسماعيل بالبحث عن عمل، ولان لديه اهتمام بصيانة المعدات قرر اكتساب حرفة إصلاح قوارب الصيد، وصيانة ثلاجات الأسماك، مما أهله للعمل كمساعد مهندس لهذه الآلات.

 يعمل إسماعيل لتوفير الاحتياجات والضروريات لأسرته فهو العائل الوحيد لهم. عندما هدأت الحرب في منطقته عاد وظل يعمل في ذات المجال، وظل يستأجر أدوات الصيانة لممارسة حرفته الجديدة ويقوم بإصلاح كل قارب متضرر.

مؤخرا، لم يعد إسماعيل بحاجة لاستئجار أدوات الصيانة، ذلك أنه كان أحد المستفيدين من مشروع التحويلات النقدية غير المشروطة التي تنفذه منظمة أجيال بلاقات للتنمية والتوعية بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF، والذي مكنه من شراء له أدوات خاصة به، تمكن بامتلاكها من توفير مال أكثر عما كان يكسبه عند استئجاره للأدوات.

يعبر إسماعيل عن سعادته بامتلاك هذه الأدوات "تمكنني من ممارسة حرفتي بكل أريحية واقتدار، وهذا يمكنني من الاعتماد على نفسي أكبر، خلافًا لتوفيري مالًا أكثر، أستطيع به أن أوفر كل ما تطلبه أسرتي" يقول.

ويتابع إسماعيل: سأحتفظ بهذه الأدوات ما دمت على قيد الحياة، كونها نقطة بداية أولى في مشواري المهني الجديد، وتمثل لي نقلة في حياتي الشخصية والعملية وجعلتني امارس مهنتي بأدوات ملكًا لي.

ويواصل: جزيل شكري وامتناني لمن أمانوا بي وبمهارتي ومنحوني هذه المساعدة لكي أتمكن من شراء الأدوات، التي مكنتني من ممارسة حرفتي بإتقان وبتروي، فشكرًا لهم ثم شكرًا.