لا يمكن وصف الابتسامة التي ارتسمت على محيا انيسة سيف- 45 عامًا- وهي تشاهد أبنتها ربيعة- 11 عامًا- حازمة حقيبتها وذاهبة للمدرسة هي وزميلاتها بعد أن أجبرتها الظروف، على ترك الدراسة والعمل في كشك والدها- الخاص ببنشر الإطارات، حيث تقوم بتعبئة هواء لإطارات السيارات والناقلات التي تمر من أمام الكشك، الملتصق بمنزلهم.

أنيسة هي إحدى المستفيدات من مشروع التحويلات النقدية غير المشروطة الذي تنفذه منظمة أجيال بلا قات للتنمية والتوعية بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF، وجاء هذا المشروع بمثابة إنقاذ لحياة ابنتها ربيعة التي عادت للمدرسة ولكافة اسرتها بحسب أنيسة.

تقول أنيسة: كان القلق لا يفارقني وابنتي طفلة تقف لتعبئة إطارات السيارات، وكل ما وقفت سيارة أهرع للنافذة وأنظر إلى ابنتي ويدي على قلبي، لا يمكن أن تشعرون بذلك الشعور وأني أشاهد فلذت كبدي تمارس عمل يكبرها بسنين، ويخالف عادات المجتمع بأن امرأة تعمل في محل بنشر السيارات.

وتواصل أنيسة: هذا خلافًا على أن ربيعة تركت المدرسة وتفرغت للعمل في تعبئة إطارات السيارات، وهذا ما كان يزيد قلبي قلقًا وحسرة، فلولا الحاجة لما لجأنا لهذا الشيء، فأبو ربيعة رحمه الله كان يمتلك محلًا للبنشر، وتوفته المنية وبقيت أدواته ومستلزماته، وبسبب الحرب ضاق الحال بنا، ولم نعد نستطع أن نوفر لنا قوت يومنا، فاضطررت لأن تعمل ربيعة في ذلك حتى نجد ما نأكله.

تؤكد أنيسة بأن المساعدات التي تتلقاها من المشروع، هي من أعادت ابنتها إلى المدرسة، ووفرت لهم قوت يومهم دون الحاجة لأن تعمل ربيعة في كشك البنشر، بل وأزاحت عنها القلق الذي كانت تعيشه كل لحظة خوفًا على ابنتها، إلا أنها تخشى في العام المقبل، أن لا تستمر هذه المساعدات، لتتخلى انبتها عن الدراسة وتعاود العمل.

وتختتم أنيسة حديثها بالقول: ولهذا يعود الفضل بعد الله، ومن يستحق الشكر حقًا، هم منظمة أجيال بلا قات على لفتتهم الكريمة، التي طمئنوا بها النفوس، وأعادوا مستقبل طفلتي وأناروا بيتنا بالأكل والطعام.