رغم انه اصبح في الستين من عمره وشعر رأسه قد اشتعل شيبا، الا انه لم يتوقف عن طرق باب الرزق ولم يقنع بما تجود به أيادي فاعلي الخير، وظل يجتهد من اجل الحصول على عمل يسد به جوع اسرته المكونة من 11 فرد.
محمد عطري رجلا لم يستسلم للحرب التي أجبرته على ترك منزله والنزوح إلى مدينة المخا بمحافظة تعز، فحاول جاهدًا أن يحصل على عمل ليقضي وقته دون الركون إلى انتظار المساعدات.
لجأ عطري إلى التجارة في بيع الفحم في مدينة المخا، بعد أن توفر له راس مال متواضع حصل عليه من مشروع التحويلات النقدية غير المشروطة لمنظمة أجيال بلا قات للتنمية والتوعية التي تنفذه بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF، وتمكن من شراء عدد من أكياس الفحم الكبير " جواني بلاستيكية" ليمارس تجارته.
يقول عطري: على المرء أن يظل دائمًا يبحث عن عمل، و أن لا يتوقف عن التفكير بتأسيس أي نشاط بسيط يعود عليه بالرزق الحلال، ويجني منه أرباحًا، وهذا ما فكرت به هو أن أقوم ببيع الفحم ولا أجلس منتظرا المساعدات.
ويعلل عطري اختياره للفحم لممارسة تجارته، لملاحظته مدى احتياج أبناء المنطقة التي نزح إليها وطلبهم للفحم، فجاءت فكرته وفق احتياجات ومتطلبات المحيط الذي يعيش فيه.
"رأيت أن بيع الفحم سيربحني الكثير"، يقول العطري "كون أبناء المنطقة يحتاجون الفحم ويطلبونه دائما، وقد كانت الفكرة تراودني منذ أن نزحت إلى هنا، إلا أني لم أتمكن من توفير مبالغ تكفي لأكون رأس مال ولو بسيطًا كي أبدأ بهذا المشروع، حتى جاء المال من قبل منظمة أجيال بلاقات، عندها عرفت ان الفرصة قد حانت لكي ابدأ.
بلهجته الدراجة يوجه العطري كلمات شكر وامتنان للمنظمة ولكل العاملين في الشأن الانساني على جهودهم في انقاذ المجتمع اليمني.
ويختتم عطري حديثه بالقول: ها أنا الان الحمد لله، أبيع الفحم واربح، وأوفر احتياجات أسرتي الضرورية من الربح الذي أتحصله يوميًا، كما أني أدخر قليل من الربح في بعض الأيام، أطمح بأن أطور تجارتي هذه.