لم تعد زوجة علي عبده معطي– 30 عامًا- تطهو الطعام على أكوام الحطب، فأسطوانتي الغاز التي اشتراهما زوجها وفرت عنها معاناة الأدخنة والشرر، ونقلها الحطب على راسها.

علي عبده أجبرته الحرب على ترك منزله وعمله في أطراف مدينة الحديدة والنزوح إلى مدينة المخا بمحافظة تعز، وهو أحد المستفيدين بمشروع التحويلات النقدية غير المشروطة الذي تنفذه منظمة أجيال بلا قات للتنمية والتوعية بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF.

مكنه المشروع من شراء أسطوانتي الغاز لحماية زوجته من أمراض التنفس والاختناق التي كانت بادية عليها، نتيجة طهيها للطعام بأكوام الحطب، والتي أجبرتها حالتهم المعيشية للقيام بذلك جاهدة لأجل إطعام زوجها وأبناءها، وتتحاشى بذات الوقت الأدخنة المتصاعدة بلف غطاء شعرها على أنفها، مستحملة لهيبًا في العيون.

يقول علي عبده، بأنه أول ما تلقى المساعدات من هذا المشروع، قام بشراء اسطوانتين غاز، لتخفيف المشقة والتعب عن زوجته، وأنه نوى وفكر بأنه في حال حصوله على مال سيقوم بذلك، كونه يستشعر المعاناة والألم التي تتعرض له زوجته من الطهي بالحطب، ويشفق عليها ولكن ليس باليد حيلة، فلم نتملك المال، يقول علي.

ويتابع علي حديثه: عانت زوجتي الكثير من هذه الادخنة التي أضرت بصحتها، وباتت تكح كثيرًا، خلافًا عن ما يتعرض لها أبنائي من الادخنة التي تعود للداخل.

قد يرى البعض بأن تشتري أسطوانات غاز ليس بحلمًا، إلا أن مثل هكذا أشياء تتعاظم وتصبح لها قيمة والوصول إليها ذو مشقة وتعب عند من يفقد منزله ويغادره مكرهًا هاربًا من نيران الحرب، وعلي أحد هؤلاء.

بعينين براقتين، يحاول علي جاهدًا أن يرتب كلمات معينة تفي بالشكر لمنظمة أجيال بلاقات، إلا أنه لا يستطيع ربما تقديم عبارة شكر منظومة، إلا أن مشاعره تلك، تشي بروحه العفوية، وتتحدث عن شعوره وما يريد بطلاقة.