ها هي تعود كوثر وبيدها شهادة التخرج من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة تعز، بعد أن توقفت عن الدراسة لأعوام، بعد أن توقف بسبب المعاناة التي سببتها لها الحرب، ونزوحها عن منزلها، وعدم امتلاكها لأجور المواصلات للوصول إلى الجامعة وشراء مستلزمات الدراسة الجامعية.
كوثر 35 عامًا- التي تقطن في قرية الميثاق بمديرية ذوباب بمحافظة تعز، كانت قد اتمت سنتها الثالثة في الجامعة، إلا أن الحرب أجبرتها على النزوح وإيقافها عن مواصلة الدراسة لأربعة أعوام، لتستكمل كوثر دراستها بعد أن تم استهدافها لتكون إحدى المستفيدات من مشروع التحويلات النقدية غير المشروطة التي تنفذه منظمة أجيال بلاقات للتنمية والتوعية بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF، والذي مكنها من مواصلة دراستها والحصول على درجة البكالوريوس بالدراسات الإسلامية.
تقول كوثر: اشتدت المعارك في قريتنا فلم يكن لدينا خيار إلا أن ننجو بأنفسنا، فنزح إلى عدن، وهناك لم أعد قادرًا على مواصلة دراستي، فهموم النزوح وتباعته ترهق الفرد، خلافًا عن عدم توفر المال لدفع الرسوم الدراسية، وشراء مستلزمات الدراسة.
وتتابع بالقول: الحرب تخلق لنا المعاناة، والنزوح يكفي أكبر معاناة بأن تترك منزلك، وتكون حجر عثرا لمواصلة تعليمك.
لم توفر المساعدة لكوثر استكمال تعمليها فحسب، بل عملت على ادخار جزء منها، لجمع مبلغ، سيمكنها من إجراء عملية لإزالة كيس دهني في عمودها الفقري، يسبب لها ألام واضطرابات نفسية بسبب الحركة الكثيرة.
تقول كوثر: ما جادت به المنظمة لنا خلق فينا روح الأمل، وجدد فينا الحياة بعد أن طغت الحرب على كل جميل فينا، فالشكر للقائمين عليها لا يساويه شيء، ولا يمكنني أن أستطيع أن أختزل كلمات الشكر في عبارات معينة.