يبكر محمد حيدر- 50 عامًا- صباح كل يوم للعمل على درجته النارية، بهدف الحصول على مردود يسد به رمق اسرته المكونة من عشرة أفراد.

حيدر هو أحد سكان مديرية مقبنة أجبرته الحرب على النزوح إلى مدينة المخاء، ما تسبب له بفقد منزله وعمله.

ويعد حيدر أحد المستفيدين بمشروع التحويلات النقدية غير المشروطة الذي تنفذه منظمة أجيال بلا قات للتنمية والتوعية بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF، مكنه المشروع من شراء دراجة نارية، يعمل بها، ويجمع محصوله اليومي لشراء القوت والاحتياجات اليومية.

يقول حيدر بأن فكرة شراء دراجة نارية للعمل عليها، جاءته لإرادته للقيام بالعمل، دون أن يجلس هكذا مكتوفي الأيدي، حتى وإن تلقى بعض المساعدات الغذائية من أي جهة.

يعمل حيدر منذ الساعة الثامنة صباحًا، وحتى الثانية ظهرًا، ويعود على منزله وقد أشترى القوت اليومي لأسرته، ويعمل على ادخار باقي ما جناه من عمله، لإصلاح الدراجة إن عطبت أو لمحاولة مقاومة أي مرض عارض قد يحل بأفراد اسرته.

يروي حيدر بأنه عندما كان قاعدًا في البيت دون عمل، كان حالته النفسية تزداد سواءً مما ينعكس سلبا بمعاملته مع زوجته وأبنائه، وأن خروجه للعمل كل يوم عمل على استقراراه النفسي ومنحه الشعور بالجهد والتعب، ثم أن العمل والحركة ينسيه الهموم والقلق الذي تسببت به الحرب، والتفكير والتخوف من المجهول في حماية أبناءه، خاصة بعد تشردهم من منزلهم.

يشكر حيدر منظمة أجيال بلا قات، لمنحه هذه المساعدات والتي وصفها بالفرصة والغيث الذي نزل من السماء، لما خففت له من معاناة نزوحه وهمومه على أبناءها دون أن يستطيع تقديم لهم أي شيء.