"أنا أروح المدرسة الأن أنا وأخي كل يوم، منذ فترة كنت لا أستطيع الدراسة بسبب أننا لا نملك مصاريف الدراسة ومتطلباتها، فقد تركت الدراسة منذ عامين في الصف السادس وها أنا أعاود الدراسة من جديد"، بهكذا تحدث محمد 12 عامًا.

كل يوم، لكني حريص على أن يداوم أخي نظر الدراسة وألا يتغيب، كوني كنت أحاول أن أعمل في مسح السيارات أو مساعدة من يأتي لشراء أغراضه من السواق، بهدف توفير مصاريف الأكل والشرب لنا الثلاثة، أنا وأخي وجدتي"، بلكنته الريفية ونغمته الطفولية يتحدث محمد-12 عامًا- عن واقعه الذي عاشه بسبب الحرب.

محمد الطفل الذي توقف عن مواصلة الدراسة في الصف السادس، وأخاه نظر الذي توقف عن مواصلة الدراسة في الصف الرابع، يعيشان مع جدتهما في عزلة بني الحكم بمديرية ذوباب- محافظة تعز، وهما من ضمن المستفيدين بمشروع التحويلات النقدية غير المشروطة التي تنفذه منظمة أجيال بلاقات للتنمية والتوعية بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF.

توقف محمد وأخاه عن الدراسة بسبب عدم توفر مصاريف الدراسة وعدم توفر ما يسدون به قوت يومهم، ولجوء محمد الى العمل بين الفينة والأخرى لتوفير القوت الضروري له ولأخيه وجدتهم.

 وحين حصلا على المساعدات، وضمن انها ستوفر لهم قوت يومهم، قرر وأخاه العودة للمدرسة، ومواصلة التحصيل الدراسي.

محمد وأخاه نظر، تسبب الحرب بوقفهم عن مواصلة الدراسة، ولم تكتفي بذلك بل خطفت الكوليرا والدهم وتسببت بمماته، ليشعر محمد بأنه متحمل مسؤولية أخاه الأصغر وجدته المقعدة، وأن عليه واجب توفير لهم القوت والزاد في كل يوم.

يقول محمد بأن هذه المساعدات أراحت قلبه أولًا، بانها أبعدت عنه مشقة التفكير في كيف يحصل على عمل، ورسمت على محياه ابتسامة، كونها مكنته من عودته للمدرسة، ويواصل تعليمه.

 ببسمة خفيفة تنظر إلينا جدة محمد وترفع أكفها للسماء، تشكر من مكن حفيدها من مواصلة دراسته، ومن وفر لهم لقمة عيش هنيئة بحسب قولها، فكما تقول بأنها تشفق كانت كثيرا على محمد وهو يذهب للبحث عن عمل، لغرض أن يجد به طعامًا يسد بها جوعنا، تقول الجدة.