تداوم نورية – 38 عامًا- على فتح دكانها الصغير كل صباح وهي تردد عبارتها " يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم"، تبيع ما تحويه من مواد غذائية لطلبة المدارس وأبناء قريتها.
نورية هي إحدى التي أجبرتها الحرب أن تنزح من بيتها فترة ثم تعود عليه بعد أن هدأت في منطقتهم، وهي إحدى المستفيدات من مشروع التحويلات النقدية غير المشروطة التي تنفذه منظمة أجيال بلاقات للتنمية والتوعية بدعم من صندوق التمويل الإنساني YHF.
استثمرت نورية ما تلقته من المشروع، بإقسام سكنها المكون من غرفة إلى قسمين، قسم تبيع جعلت منه دكانًا صغيرًا تبيع فيه المواد الغذائية والقسم الأخر تسكن فيه.
" هربنا من القصف والرصاص والصواريخ في قريتنا، وعندما هدأت الأوضاع عدت أتفقد منزلنا ودكاننا الصغير، ولم أجد شيء سوى فتات النيران التي التهمت ما نملك وأكلت مأونا"، تقول نورية بصوت مملوء بالاسى، وتواصل: حاولت استعيد دكاني بعد عودتي، لأعمل واكل من جبيني.
وتتابع نورية حديثها: والأن الحمد لله بعد أن تلقيت هذه المساعدات النقدية، فكرت بإعادة فتح دكان صغير، أبيع فيه المواد الغذائية حتى أتمكن من جني ما أسد به جوع أسرتنا.
تحاول نورية بقسم غرفتها لفتح دكان تعيش منه وأسرتها، أن تمحي ما سببته الحرب لها ولأسرتها، فهي تعمل منذ الصباح الباكر وحتى السادسة مساءًا تجني فيه يوميا ما يسد به رمق جوعها وأسرتها، وتحاول جاهدة توفير بعض الربح لتزيد من رأس مالها حسب قولها.
تختتم نورية حديثها بالشكر لمنظمة أجيال بلاقات التي أعادة لها حياتها كما تقول، ومنحتها فرصة العيش من عمل تقوم به من نفسها.