تقول الإحصائيات إن قرابة 90% من اليمنيين الذكور يتناولون القات يوميًا، حيث يقضون الكثير من الوقت في مضغ النبتة المخدرة، مخصصين مجالس جماعية لتناولها.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن 90% من الذكور اليمنيين يتناولون القات، فيما تتناوله 50% من الإناث
وعادة ما يبدأ تناول القات من بعد الظهر. يسرد لنا بشير عبدالله رحلته اليومية من البحث عن القات في أسواقها بمحافظة إب، حتى التجهيز لـ"التخزين".
اقرأ/ي أيضًا: من القات اليمني إلى حبوب الهلوسة العربية
يُذكر أن متعاطي القات أسسوا نقابة خاصة هي "نقابة الموالعة اليمنيين"، يقولون إن الغرض منها حماية النبتة والدفاع عن حقوق منتجيها ومروجيها، وحددوا يومًا وطنيًا للاحتفال بها سنويًا.
90% "يخزنون" القات
لا تقل قيمة القات الذي يشتريه بشير عن 10 آلاف ريال يمني أي حوالي 25 دولارًا، وقد يتجاوز 20 ألفًا في موسم الشتاء.
يقول بشير البالغ من العمر 35 عامًا، إن القات جزء من المكون الاجتماعي اليمني. ويعتمد عليه تمامًا لإنجاز عمله في التسويق العقاري: "بات لزامًا تناول القات لأتمكن من إنجاز صفقات البيع والشراء".
يستهلك القات من البشير الكثير من المال: "نعم إنه يستهلك أموالًا طائلة، لأنني لست الوحيد الذي يتناوله فكل أفراد الأسرة، يخزنون، حتى النساء والأطفال".
أما محمد عبدالواحد، وهو شاب عشريني عاطل عن العمل، فيقول إن القات يمنح جسده القوة، ويصفي ذهنه. يمضي عبدالواحد ساعات طويلة على مدار اليوم في مضغ القات رفقة أصدقائه.
وإن كان القات شائع الانتشار في اليمن ومنذ زمن طويل، وإن كان يتجاوز غرض الترفيه إلى أن أصبح شيئًا أساسيًا في البيت اليمني، إلا أن أحوال تناوله تختلف، كما الاختلاف ما بين بشير الذي يقول إنه يخزن ليتمكن من إتمام أعماله، وعبدالواحد الذي يقول إنه يهرب به من التفكير في ظروف الحياة التي جعلته عاطلًا عن العمل.
هذا وتقول وتقول منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها إنّ نحو 90% من الذكور البالغين في اليمن، يمضغون القات طيلة ثلاث ساعات إلى أربع ساعات يوميًا، فيما تبلغ نسبة الإناث اللواتي يتعاطينه أكثر من 50%.
سموم قاتلة في زراعة القات
ما يزيد من خطر القات في السنوات الأخيرة، استخدام المزارعين لأنواع مختلفة من المبيدات الحشرية في زراعته، كثير منها غير مرخصة، وتسبب في بعض الأحيان في فساد التربة.
وبحسب ناصر حسن الشماع، رئيس منظمة "إرادة لوطن بلا قات"، فإن أكثر من 300 نوع من السموم المحرمة دوليًا و400 نوع آخر من السموم والمبيدات المهربة، تدخل اليمن لرش زرعة القات.
وأشار الشماع في حديثه لـ"الترا صوت" إلى أن هناك أكثر من 20 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويًا سببها تعاطي القات المرشوش بالمبيدات الحشرية.
القات يحتل 58% من المساحة الزراعية
تحتل زراعة القات أكثر من نصف المساحة الزراعية في اليمن، باستحواذها على 58.8% من إجمالي الأرض المزروعة في البلاد، بسبب الطلب المتزايد عليها، كما أن القات لا يحتاج لمجهود كبير في زراعته.
ومن جهة أخرى، يورد القات للسلطات عوائد مالية كبيرة سنويًا، بفضل الضرائب التي تصل لـ28% من قيمته السوقية، وفقًا للقانون المنظم لبيعه وشرائه الذي يعود لعام 2000.
وتجني اليمن مليارات الريالات من عائدات القات سنويا، حيث تحصّل مكاتب الضرائب من المزارعين وتجار القات الأموال مقابل السماح لهم ببيعه في الأسواق، بإعتباره محصول نقدي محلي.
ووفقًا للمحلل الاقتصادي اليمني محمد الحرازي، فإن القات بستنزف القدرة الزراعية للبلاد، باحتلاله هذه المساحة الشاسعة. ويوضح حرازي لـ"الترا صوت"، أن القات بذلك يطغى على زراعات أخرى تحتاجها البلاد، خاصة في ظل أزمة الحرب.
استهلاك 55% من المياه
على الرغم من الفقر المائي الذي تعانيه البلاد، يستهلك القات قرابة 55% من إجمالي المياه المستهلكة، الأمر يمثل تهديدًا على مستقبل المياه الجوفية التي يعتمد عليها السكان بالنسبة الأكبر.
نحو 13% من اليمنيين يستفيدون اقتصاديًا من القات، زراعةً وتجارة، خاصة وأن دورته المالية سريعة
لكن في المقابل، فإن نحو 13% من سكان اليمن يستفيدون اقتصاديًا من القات، من الزراعة والتجارة. ويلجأ الآلاف إلى العمل في زراعة القات هربًا من البطالة المتفشية، كون دورته المالية أسرع، حتى أن كثيرًا من الزارعين اقتلعوا أشجار البن، وزرعوا القات بدلًا عنها.