بعد أن تم استهدافه من قبل منظمة أجيال بلا قات، ضمن نشاط سبل العيش، كأحد النازحين بمديرية المخاء.
تعاود الابتسامة طريقها إلى محيا موسى
يداوم موسى يوميًا على التنقل بين قرى مديرية المخاء والمديريات المجاورة، حاملًا على ظهره حزمة من الملابس الجديدة، قاصدًا بيعها لأبناء تلك القرى.
يقول موسى بأنه مارس هذا العمل، بعد أن فقد عمله كمهندس مكانيك بإحدى المصانع التي تم قصفها بمحافظة الحديدة، وتركه لمنزله لينجو واسرته- زوجة وطفلتين- من نيران الحرب المشتعلة هناك في منتصف العام الماضي، لينزح إلى مدينة المخاء بمحافظة تعز.
موسى هو أحد النازحين المستهدفين بمشروع المأوى الطارئ والانتقالي والمواد غير الغذائية وإدارة المخيمات وسبل العيش للنازحين الذي تنفذه منظمة أجيال بلا قات في مديرية المخاء، والممول من صندوق الدعم الإنساني YHF، ودعمه بمبلغ مالي لمزاولة أي عمل يعود له بالربح.
" قرابة خمسة أشهر بعد نزوحنا جالس في البيت، لا عمل ولا شيء، بحثت عن عمل ولم أجد، أنظر لعيون صغاري ولا أدري، ماذا أفعل، وماذا سيحل بهم، (يتنهد)، لكن الحمد لله أنه ربي يسر، وجاءت منظمة أجيال بلا قات، وسجلونا معهم في هذا المشروع"، يقول موسى بلهجته العامية التهامية.
ثم يواصل: طرأت لي فكرة بيع الملابس والتجول للمساكن، كونه مشروع بيجني لي ربح لا بأس به، ثم أن الملابس لا خوف عليها، من أن يقرح" خسارة" عليك الضمار" رأس المال".
يعود موسى بمتوسط ربح يومي 2000 ريال يمني، قانع به وراضٍ، يوفر به حاجات البيت الضرورية، ثم أنه استقر نوعًا ما نفسيًا، بعد أن كان يتلبسه اضطراب وقلق، ويشعر بالكأبة، قبل ممارسته هذا العمل وجلوسه في البيت، حد تعبيره.
في الحقيقة، لا أستطيع أن أوفي كلمات الشكر لمنظمة أجيال بلا قات وما قدموه لنا، فالعَالِم الله كيف كان الحال، بعت ذهب زوجتي، واستلفنا المال من هنا وهناك، وكيف أصبحنا اليوم، والحمد لله راضين بما هو موجود، أشكر كل القائمين على هذا العمل اللي رد لنا النفس، وإن كانت حياتنا ستعود بأكملها عندما تتوقف الحرب ونعود لمنازلنا، قريب يا رب"، يقول موسى ذلك بصوت مكلوم، واكفه المرتعشة مرفوعة إلى السماء.